الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية في ظل الخطاب التحريضي للمتسابقين نحو قصر قرطاج: هل يتكرّر السيناريو المصري والسوري في تونس بعد الانتخابات؟

نشر في  10 ديسمبر 2014  (10:07)

 مع اقتراب موعد الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ومع اتسام الحملات الانتخابية لكلا المترشحين بالعنف ومحاولة تقسيم الشعب الواحد من خلال خطابات طغت عليها النرجسية وتغليب المصالح الخاصة التي تصب مجملها في غاية الوصول الى قصر قرطاج، باتت عديد الاسئلة الملحّة تداهم أفكار البعض ولعل أبرزها يحوم حول الوضع الأمني بعد الاعلان عن النتائج النهائية وردّ فعل أنصار الطرف الخاسر، ومن بين أبرز هذه الاسئلة هي هل من المحتمل أن يتكرر السيناريو المصري أو السوري في تونس بعد الانتخابات؟ وهل من المحتمل أن نشاهد أعمال عنف وتخريب؟ سؤال جوهري حملناه الى بعض اهل الاختصاص حيث اتصلنا بالخبير الامني نصر بن سلطانة وبالنقابي الامني الحبيب الراشدي وباساذ علم الاجتماع محمد الجويلي فكانت هذه ارائهم...

محمد الجويلي: جلّ الاحتجاجات التي عاشتها تونس سلمية ومدنية

أكد أستاذ علم الاجتماع محمد الجويلي في حديث خص به أخبار الجمهورية ان السيناريو المصري او السوري او الليبي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن يتكرر في تونس، مشيرا الى ان ما تعيشه سوريا هو عبارة عن حرب دول اما ما يحدث في ليبيا فتقف ورائه مخابرات اجنبية وهو ليس حال تونس ..
وبيّن الاستاذ محمد ان السيناريوهات المتطرفة لا يمكن ان تتجسد في بلادنا، مضيفا انه من المتوقع أن تعيش تونس بعض الاحتجاجات والتملل بعد الاعلان عن النتائج النهائية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، وطالب محدثنا من جميع الاطراف السياسية أن تعتمد اسلوب التهدئة في خطابها وتحاول توحيد الشعب لا تقسيمه لما فيه مصلحة البلاد..
وافادنا الاستاذ محمد أنّ ما لاحظه فعلا في هذه الفترة هو أن اهل السياسة بصدد تهدئة الاجواء وامتصاص غضب الشعب، مؤكدا أن بعض الزلات الصادرة عن مؤيدي الحملات الانتخابية للمترشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي عادية وطبيعية في ظلّ التنافس الشرس ..
وختم الاستاذ الجويلي كلامه بالاشارة الى أن الشعب التونسي له من النضج والرصانة ما يسمح له بأن يبتعد عن العنف وكل ما من شأنه أن يؤثر على مصلحة وأمن البلاد حتى وان كانت التوجهات السياسية مختلفة وقال:» لقد شهدت بلادنا اخطر الاغتيالات السياسية لكننا رأينا أن الاحتجاجات والوقفات كانت سلمية ومدنية ..وبالتالي لا خوف على تونس».

نصر بن سلطانة: لهذه الاسباب لن تكرر سيناريوهات بقية الشعوب العربية في تونس

الخبير الامني نصر بن سلطانة أكد هو الآخر أن تكرار السيناريو المصري أو السوري غير وارد وذلك لعدّة اسباب اولها حسب رأيه هي ان مؤسسات الدولة قوّية وغير ضعيفة كذلك لأن المجتمع التونسي متماسك رغم اختلافاته الجهوية مضيفا ان تونس وعلى عكس الدول الاخرى لا توجد بها اختلافات دينية ومشاكل طائفية .
وبيّن نصر بن سلطانة أن الشعب التونسي وسطي الفكر وينبذ العنف والتطرّف وهو ما يحول دون حدوث مشاكل على غرار تلك التي تعيشها الشعوب التي عرفت ثورات عربية ..
وأفادنا بن سلطانة أنه ومهما تكن نتيجة الانتخابات فلن تنجر عنها أعمال تخريبية مبينا في المقابل ان حدوث اعمال عنف بسيطة ومعزولة أمر وارد لكنها لن تؤثر على نمط عيش الشعب التونسي ..

الحبيب الراشدي: على الأحزاب المنهزمة الكفّ عن بث خطاب الحقد

أما النقابي الأمني الحبيب الراشدي فذكر ان الامن والجيش مسيطران ومن الصعب جدا اختراقهما أو حدوث أعمال عنف، مضيفا أن السيناريو المصري أو الليبي أو السوري وارد حدوثه في كل وقت في صورة لم يكف بعض الساسة عن اشعال فتيل الفتنة وتجييش أبناء الشعب الواحد، واستشهد محدثنا بالتصريحات الاخيرة لعدنان منصر رئيس الحملة الانتخابية للمترشح للدور الثاني من الرئاسية المنصف المرزوقي حين اعتبر أن الباجي قائد السبسي سيعاقب ناخبي المرزوقي، وذكر الراشدي أن مثل هذه التصريحات هي التي تقسم الشعب الواحد وتكون السبب الرئيسي وراء الاقتتال.
واشار الراشدي الى أن أمثال أعضاء حزب المؤتمر هم من يشجعون على ارتكاب اعمال العنف من خلال دعمهم لروابط حماية الثورة مؤكدا أن رواتب أعضاء هذه الروابط يتجاوز الألف دينار شهريا ..
وذكر الراشد أن الاحزاب السياسية مطالبة في هذة المرحلة الحساسة والانتقالية في تاريخ البلاد بتغليب المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة ومحاولة توحيد الشعب لا تفرقته وتقسيمه، مضيفا أن مثل هذا الخطاب مع الاستعدادات الامنية هي التي ستحول دون تكرار السيناريوهات العربية في تونس..
كما طالب الحبيب الراشدي بضرورة عدم القدح أو التشكيك في أداء المؤسستين العسكرية والامنية ومساندتهما ، مبينا أن بعض الاحزاب المنهزمة تتبنى خلال هذه الفترة خطابا مليئا بالحقد الدفين لهاتين المؤسستين وهو ما يجب التصدي له على حدّ تعبيره .

اعداد: سناء الماجري